من جديد وبشكل مفـ،ـاجئ، تصدر اسم الفنانة السورية المعتزلة، نورمان أسعد، مؤشرات الأكثر بحثاُ في “غوغل” بعد تداول صور لها في أحدث ظهور.
نورمان بدأت مشوارها الفني في بداية تسعينات القرن العشرين، عبر مشاركتها التلفزيونية بأدوار ثانوية عديدة، لمعت خلال بعضها، أولها في مسلسل “قبـ،ـض الريـ،ـح” مع الفنان خالد تاجا.
وهي من أشهر نجمات الدراما السورية. لم يكن أداؤها التمثيلي وخصوصاً في مسلسل “يوميات جميل وهنا” وشخصيّتها العفوية، هو ما أثـ،ـار إعجاب المتابعين، بل جمالها العربيّ كان يلعب دوراً كبيراً في ذلك. كما أنّها كانت تعتبر وما تزال “جميلة الجميلات في الدراما السورية”.
وغـ،ـ،ـابت الممثلة السورية نورمان أسعد التي انشهرت بدور “هناء في مسلسل “جميل وهناء” عن الساحة الفنية لفترة ولم تعرف الأسباب التي دفعتها لذلك.
وقد رجح الكثيرون أن انشغالها بعائلتها قد يكون أحد الأسباب، ومن المعروف أن نورمان كانت متزوجة من الممثل السوري أيمن زيدان، وهي حالياً متزوجة من رجل الأعمال الإماراتي محمد الطاير.
وقد تعـ،ـرضت نورمان أسعد لحـ،ـ،ـاډ.ث سير أدى إلى تشـ،ـ،ـويه في أنفها وفمها، الأمر الذي اضـ،ـطرها لإجاء عمليات تجميل.
وبعد عمليات التجميل تغيرت ملامحها كثيراً واتهـ،ـمـ،ـها رواد الإنترنت بأنها أفرطت في عمليات التجميل حتى باتت كأنها امرأة أخرى فأصبح من الصعب التعرف عليها.
كما تم تداول صورة قديمة لها من حفل زفافها إلى الفنان السوري أيمن زيدان، منذ أكثر من 30 عاماً.
واجتاحت تلك الصور مواقع “السوشيال ميديا”، وهذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها هذه الصورة، ولا تعتبر نادرة للثنائي، فسبق أن قام الجمهور بتداولها العام الماضي.
الدراما السورية: تاريخ عريق وهوية متجددة
الدراما السورية تعدّ واحدة من أبرز وأهم الصناعات الفنية في العالم العربي، حيث استطاعت على مدى عقود أن تحتل مكانة مرموقة بفضل جودة إنتاجها وقوة نصوصها وموهبة ممثليها. تتنوع هذه الدراما بين الأعمال الاجتماعية، والتاريخية، والكوميدية، وتلك التي تتناول قضايا إنسانية وسياسية، مما جعلها تحتفظ بجماهيرية واسعة داخل سوريا وخارجها.
بدايات الدراما السورية
انطلقت الدراما السورية في الستينيات من القرن الماضي، حيث بدأت بتقديم مسلسلات مقتبسة من المسرحيات الإذاعية والنصوص الأدبية. وكانت البداية بسيطة لكنها مثمرة، حيث أسهم رواد الفن السوري مثل دريد لحام ونهاد قلعي في ترسيخ الأسس الأولى للإنتاج التلفزيوني.
العصر الذهبي للدراما السورية
شهدت الدراما السورية في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة عصرها الذهبي، حيث ظهرت أعمال تلفزيونية لاقت نجاحًا كبيرًا في الوطن العربي. أبرز هذه الأعمال:
“الفصول الأربعة”: مسلسل اجتماعي عائلي يعكس الحياة اليومية للسوريين بأسلوب بسيط ومؤثر.
“باب الحارة”: عمل درامي تراثي يحكي قصص الحارات الدمشقية في فترة الاحتلال الفرنسي.
“التغريبة الفلسطينية”: ملحمة إنسانية تتناول معاناة الشعب الفلسطيني بأسلوب درامي مؤثر.
“الزير سالم”: من الأعمال التاريخية التي تناولت قصة الشاعر العربي الشهير.
التنوع والغنى في القضايا
تميزت الدراما السورية بتنوع مواضيعها، فالأعمال الاجتماعية كانت دائمًا على رأس الإنتاجات، متناولة قضايا الأسرة والمجتمع والمرأة. أما المسلسلات التاريخية، فقدمت سردًا مميزًا لتاريخ المنطقة العربية، وأبرزت شخصيات وأحداثًا غيرت مسار التاريخ.
كما أن الكوميديا السورية، مثل أعمال ياسر العظمة في سلسلة “مرايا”، قدّمت نقدًا سـ،ـاخرًا للأوضاع الاجتماعية والسياسية بطريقة ذكية ومحببة.
الدراما السورية بعد الأزمة
مع اندلاع الأزمة السورية في 2011، تأثرت صناعة الدراما بشدة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية، لكن المنتجين والمبدعين السوريين نجحوا في التكيف مع الأوضاع الصعبة. ظهرت مسلسلات تُنتج خارج سوريا، وأخرى تتناول تأثيرات الحرب على المجتمع السوري.
من بين الأعمال اللافتة التي تناولت الأزمة:
“غداً نلتقي”: الذي يرصد معاناة اللاجئين السوريين.
“مسافة أمان”: الذي يتحدث عن الحياة تحت وطأة الحرب.
مستقبل الدراما السورية
رغم التحديات، لا تزال الدراما السورية تحافظ على هويتها الإبداعية وتسعى للعودة إلى مكانتها الرائدة. بفضل الجيل الجديد من الكتاب والمخرجين، إلى جانب نجوم مخضرمين مثل جمال سليمان، سلافة معمار، وباسم ياخور، تستمر هذه الصناعة في إنتاج أعمال تجمع بين الجودة الفنية والرسالة الإنسانية.
أثر الدراما السورية على المشاهد العربي
تتميز الدراما السورية بعمقها وحبكتها المتماسكة، ما يجعلها قريبة من الجمهور العربي. أسلوبها الواقعي في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية أكسبها مصداقية كبيرة، كما أنها ألهمت العديد من الصناعات الدرامية في المنطقة.
في الختام، تبقى الدراما السورية شاهدًا حيًا على إبداع فني أصيل يتحدى الصعوبات ليحافظ على مكانته المرموقة في قلوب المشاهدين العرب.
